
الإمارات تكثّف جهودها العالمية لمكافحة جرائم العملات الرقمية، وفقاً لتقارير وزارة الداخلية
انضمّت وزارة الداخلية الإماراتية (MOI) إلى الجهود العالمية لمكافحة جرائم العملات الرقمية خلال «أسبوع العمل الدولي لأمن العملات الرقمية» في سنغافورة، حيث ناقش خبراء عالميون طرق التصدي للتهديد المتزايد لجرائم العملات الرقمية.
لطالما عُرفت الإمارات العربية المتحدة كمركز للتمويل والتكنولوجيا، لكن هذه المبادرة تسلّط الضوء على تركيزها المتزايد على الأمن الرقمي لضمان بقاء الابتكار آمناً وموثوقاً.
التعاون العالمي ضد جرائم العملات الرقمية
كان التعاون محور الورشة، إذ نادراً ما تبقى جرائم العملات الرقمية ضمن حدود دولة واحدة. عملت منظمات مثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) والإنتربول ودائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية (IRS) والشرطة الملكية الماليزية جنباً إلى جنب مع شركات خاصة لتبادل الأساليب والدراسات الحالة.
تنوع المشاركين يُظهر أن التحقيقات أصبحت أكثر تعقيداً، إذ ينقل المجرمون الأصول عبر شبكات بلوكتشين مختلفة، ويمزجون بين الأموال القانونية وغير القانونية، ويختبئون في الشبكة المظلمة. التعامل مع هذه التحديات يتطلب تعاوناً دولياً، وليس جهوداً محلية فقط.
استعرضت الجلسات طرق تتبّع العملات الرقمية المسروقة، وكشف المحافظ المخفية، ورصد عمليات غسل الأموال. وشدد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية ومنصات العملات الرقمية الخاصة التي تحتفظ بسجلات معاملات مهمة.
الشراكات بين السلطات وصناعة العملات الرقمية
من النقاط الأساسية في الورشة أن أجهزة إنفاذ القانون لا يمكنها العمل بمفردها. إذ تمتلك منصات التداول، وشركات تحليل البلوكتشين، والبنوك معلومات بالغة الأهمية لرصد الأنشطة المشبوهة.
وقد تم التأكيد على ضرورة مشاركة هذه المعلومات بطرق تحترم الخصوصية والقوانين. وأظهرت بعض الجلسات حالات ساعدت فيها التنبيهات المبكرة من منصات التداول السلطات على تجميد الأموال المسروقة قبل تمريرها عبر أدوات الخلط أو شبكات بلوكتشين أخرى.
هذا النهج القائم على التعاون بين القطاعين العام والخاص ينتشر بسرعة حول العالم. إذ تُستخدم منصات مثل Chainalysis وTRM Labs بشكل متزايد من قبل البنوك وأجهزة إنفاذ القانون لمراقبة نشاط العملات الرقمية في الوقت الفعلي، مما يسرّع الاستجابة للمخاطر أثناء التحقيقات.
وبالنسبة للإمارات، التي تملك لوائح واضحة للأصول الرقمية من خلال هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، فإن هذا النوع من التعاون يدعم سمعتها كبيئة تنظيمية آمنة. فالبيئة الآمنة تجذب المستثمرين الجادين وتردع الجهات السيئة، وهو توازن تحرص الدولة على الحفاظ عليه مع استمرار نمو تبني العملات الرقمية.
المخاطر المستقبلية في التمويل الرقمي
تناول الحدث أيضاً التهديدات المستقبلية، حيث ناقش الخبراء وتيرة التغير السريع في مجال الأصول الرقمية وما يفرضه ذلك من ضغوط على الجهات التنظيمية وفرق الأمن.
وكانت العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، والثغرات في تنظيم العملات المستقرة، وظهور أساليب احتيال جديدة في التمويل اللامركزي من أبرز النقاط التي نوقشت. وقدّم بعض الحضور أمثلة عن عمليات احتيال استغلت بروتوكولات DeFi التي أُطلقت حديثاً قبل أن تتمكن السلطات من التدخل.
وتتخذ الإمارات خطوات استباقية، إذ يعتزم المصرف المركزي إطلاق الدرهم الرقمي في عام 2025، في حين تمضي دبي قدماً في مشاريع العقارات المرمّزة على شبكة XRP. ومع تزايد انتشار الأصول الرقمية، يصبح تحديد المخاطر المحتملة مسبقاً أكثر أهمية.
لكن الخبراء شددوا على وجود تحديات مستمرة، إذ تواجه اللوائح صعوبة في مواكبة التطور التكنولوجي، وقد يكون التعاون الدولي بطيئاً، كما أن التوازن بين الخصوصية والأمن معقّد، وغالباً ما تفتقر الوكالات الصغيرة إلى الموارد والتدريب اللازمين. سد هذه الفجوات سيتطلب استثمارات مستمرة في الكوادر المتخصصة وأنظمة المراقبة المتقدمة.
ماذا يعني ذلك لأمن العملات الرقمية؟
يُظهر تعاون الإمارات مع الجهود الدولية لمكافحة جرائم العملات الرقمية التزامها ببناء اقتصاد رقمي آمن وموثوق. فمن خلال الجمع بين القوانين الصارمة تحت إشراف VARA والتعاون بين السلطات والمنصات الخاصة، تسعى الدولة إلى إنشاء مركز آمن للأصول الرقمية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن التحديات لا تزال قائمة، إذ يتطور المجال التقني بسرعة، وتبقى القضايا الدولية معقدة، فيما تملك الوكالات الصغيرة موارد أقل. وتؤكد خطة الإمارات على أهمية اكتشاف التهديدات مبكراً للحفاظ على الابتكار وضمان الأمان.
قيم المقال








تعليقات
0
يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق